لن تموت عطشى

عندما رايت تلك الصوره اقشعر بدني
وجف الحبر بقلمي
والدمعه توقفت بين الجفون
تكاد تخنقني
فقلت لا
لا والف لا
لن ابكي ولن اضعف
ساخط بقلمي
فتلك الام الشامخه
الحاضنه لجذع الشجره
لنا عنوان
والزيتونه لنا عنوان
نظرت لعينيها الجميلتان
تبرق بين تضاريس وجهها الشاحب
وجه بلون الجذع
بني اللون متعرج
وجه يشع نورا
وكبرياء انثى
يا الله
تلك العجوز تحتضن الجذع
كما تحتضن فلذه كبدها
لا فرق بينهما
فالابن من الام
والام من الارض
بينهما روابط بالدم
امتزج التراب بالعرق والدم
وامتصته الجذور
فحمل حبات زيتون
من رحم الام والشجره
وسال زيتا مباركا
امتزج بدماء الام
دماء سالت لكي تنمو الشجره
زيتونه خضراء
كالطير اصبحت بلا اجنحه
ثابته بالارض ملوحه
والام تبكي وتنوح
يا ويلتاه ..يا حسرتاه
متى ستنمو الاغصان
تحسبها بالايام والسنين
واذا بجرافه ومجنزره
تلتف حولها
حملقت الام وارتجف جسدها
اي امي اي بني
اينك جدي
اينكم يا عرب
فلا مجيب
ولا احد اقترب
قالت الام
لن انتظر احد
لن انتظر احد
سافديك بنفسي
ولن انتظر العرب
احتضنتها الام
بكلتى يدها
وقربتها من القلب
وقالت...
لن تموت عطشى
ولن تموت عطشي
اروها من دمي
قبل ان علي يغشى
افديها بروحي
ومن دمائي تروى
ولن تموت عطشى
لن تموت عطشى